الحرف والصناعات اليدوية

بسم الله الرحمن الرحيم
نشأة الصناعة


تحتل الصناعات التقليدية في فلسطين أهمية خاصة بين مختلف القطاعات الإنتاجية، نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي الذين تمثلهما هذه الصناعة ، فهي من جهة تعبر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني ، وتجسد وجوده على الأرض عبر حضارات متواصلة.

تعود نشأة الصناعة التقليدية في فلسطين إلى عصور قديمة، حيث ظهرت مع تطور حاجة الإنسان إلى صناعة أدوات لاستخدامها في حياته اليومية البدائية، إلا أن تاريخ هذه الصناعة من الناحية الفنية، ارتبط دوماً بالتراث الديني الفلسطيني على اعتبار ما تتمتع به فلسطين من معالم ومزايا دينية، حيث يعود تاريخ أغلب هذه الصناعات إلى أوائل القرن الثالث عشر، وهو التاريخ الذي بدأت فيه أولى بعثات الحج المسيحية الأوروبية تصل إلى مدينة بيت لحم، كما شهدت هذه الصناعات تطوراً نوعياً بعد القرن السادس عشر بفضل البعثات التبشيرية خاصة تلك القادمة من إيطاليا.

أنواع الصناعات التقليدية الرئيسة في فلسطين
 الخزف التشكيلي ذو الطابع التراثي
 الزجاج اليدوي
 الفخار
 التطريز الفلسطيني
 البسط والسجاد اليدوي
 منتجات خشب الزيتون
 منتجات الصدف
 الخيزران
 القشيات
 الشمع
 الفسيفساء
 الحلي التقليدية

الخزف التشكيلي التراثي

يعود تاريخ هذه الصناعة إلى فترة لاتقل عن " 400 " عام ، حيث أدخلها الأتراك إلى فلسطين من خلال عمليات ترميم المسجد الأقصى ، وأقيم أول مصنع للخزف في القدس عام 1922"، ومازال هذا المصنع قائماً حتى يومنا هذا .

وفي الخليل تم إنشاء أول مصنع للخزف عام "1962 "كما أقيم مركزاً تدريبياً في المدينة نفسها ، في نفس الفترة تطور ليصبح قسماً تابعاً لمتعهد البولتكنيك ، يدرس حتى يومنا هذا فنون صناعة الخزف .

يتميز الخزف التشكيلي الفلسطيني التراثي عن غيره من الصناعات الخزفية كونه يستخدم أشكالاً ورسومات تعكس الطابع التراثي لمدن فلسطينية متميزة ، علاوة على الالوان التي تتدرج في زرقتها والمستقاه من الزخارف المنقوشة على جامع الصخرة والمسجد الأقصى في القدس .
صناعة الزجاج اليدوي

عُرفت هذه الصناعة في فلسطين منذ القدم حيث أدخلت في سوريا منذ العهد الفينيقي، وتطورت هذه الصناعة بشكل واضح بعد دخول الإسلام حيث أٌبتكرت أشكال وألوان وزخارف مستحدثه. تتطلب هذه الصناعة مهارات تدريبية معينة قد تستغرق 3-4سنوات لإتقانها، كما أن أهم متطلبات العمل في هذه المهنة هو تحمل المشقة للعمل أمام أفران الشي، وتوفر الروح الإبداعية والفنية عند العامل لاكتساب مهارات التشكيل.<

تعد هذه الصناعة من الصناعات الصديقة للبيئة نظراً لاعتمادها على مخلفات الزجاج كمادة خام أساسية،اضافة الى بعض الأصباغ والملونات. ولا شك أن طبيعة العمل في هذه المهنة والجهد المبذول الذي لا يتناسب مع المردود المادي أدى إلى تراجع الإقبال على تعلم هذه المهنة وتراجع هذا الفرع الصناعي ذو المغزى التراثي.
صناعة الفخـــــــــــــــــــــار

تعتبر صناعة الفخار من أهم الحرف التقليدية التراثية , حيث واكبت الحضارات الإنسانية منذ الأزل حتى يومنا هذا , وقد عثرت في غزة على قطع فخارية أثرية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد , كما وجدت قبور مصنوعة من الفخار تعود إلى "1200" سنة قبل الميلاد , وقد عرف عن وجود حي كامل يعود إلى الفترة ذاتها يقوم على صناعة الفخار بالقرب من سور مدينة غزة القديمة عرف بحي الفواخير و بعد عام" 1948 " , إنتقلت هذه الصناعة بالكامل إلى حي الدرج .

الخليل وهي المدينة الثانية في فلسطين المشهورة بصناعة الفخار و يميل اللون إلى الإحمرار وتنتشر هذه الصناعة في شمال الضفة الغربية أيضاً إنما بشكل متفرق. تعتمد هذه الصناعة بالكامل على المادة الخام المحلية ، ويتم تصنيع الدولاب وهو الأداة الرئيسية في هذه الصناعة يدوياً وبشكل بدائي.
. أما أفران الشي فتصنع من الحجر الناري الذي يتحمل الحرارة , فيما تعد جذوع الأشجار وأغصانها وكذلك الزيوت االمعدنية الوقود الأساسي المستخدم في الأفران .
التطريـــــز

يعتبر فن التطريز من الفنون الشعبية الفلسطينية التي تحولت عبر التاريخ إلى حرفة تطورت لتصبح مورد رزق لفئة كبيرة من النساء في فلسطين حيث توفرت فيها خصائص تتلاءم مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني ،وقد رافق هذا التطور ابتكار نماذج جديدة ذات قيم جمالية عالية مستوحاة من أصالة هذه الحرفة . والملاحظ في حرفة التطريز هو ازدياد الاهتمام بها على الرغم من التطور الحضاري الذي دخل حياتنا المعاصرة بل إن المدخلات العصرية أدت إلى تعدد استخدامات هذه الحرفة في الحياة اليومية ، وانتشارها خاصة أنها لاتتطلب معدات معقدة ولا يتقيد الإنجاز فيها بمكان ولا زمان محدد.
صناعة البسط والسجاد اليـــدوي

تعتبر صناعة البسط والسجاد اليدوي من الصناعات التقليدية العريقة في فلسطين , والتي نبعت من واقع الحياة البدوية والريفية , وارتبطت دوما بمهنة الرعي والزراعة , وتتركز في منطقتين رئيسيتين هما:" غزة والخليل " ,حيث إنتقلت إلى غزة بعد نكبة عام "1948" مع هجرة أبناء مدينة المجدل الذي إشتهروا بحياكة السجاد اليدوي .

وفي الخليل تتركز هذه الصناعة في منطقة السموع جنوباً , وتقوم على العمالة النسائية في المنازل , بالإعتماد على مهارات مكتسبة من الجدات وكبيرات السن .
أما في غزة فتوجد عدة مشاغل تتبع عائلات عرفت منذ سنين بعيدة بصناعة السجاد اليدوي .
وتنتشرفي غزة عدة أنواع من السجاد اليدوي أهمها البسط التقليدية والسجاد ذو ثلاث أبعاد .
تستغرق عملية إنجاز البسط اليدوي حوالي شهرين من الزمن وهي فترة كافية لغزل الصوف وصباغتة ونسجه . وتستخدم في صناعته أنوال يدوية بالكامل مصنوعة من الخشب وتحرك بالساقين .
صناعة منتجات خشب الزيتون

يعود تاريخ هذه الصناعة إلى القرن 16-17، حيث ارتبطت بدخول البعثات التبشيرية المسيحية إلي بيت لحم، وابتدأت بصناعة المسابح من بذور الزيتون، ثم تطورت أشكالها وتخصصت كل منطقة في محافظة بيت لحم بإنتاج أشكال معينة، فمنطقة بيت حالا تخصصت بإنتاج الجمال والأحصنة، وبيت ساحور تخصصت في صناعة التماثيل الدينية، أما مدينة بيت لحم فقد انتشرت فيها صناعة الأكواب والأواني الخشبية.
ويعتبر خشب الزيتون المادة الأولية الرئيسية في صناعة منتجات خشب الزيتون،يعد الشجر المروي من أفضل الأنواع المستخدمة في هذه الصناعة نظراً لجماليتها والتحكم في دقة الحفر والتصنيع كما تستخدم المواد الملمعة والتي تعتبر زهيدة الثمن.
تعتمد صناعة خشب الزيتون على مهارات يدوية بحتة في تشكيل المنتجات ويستغرق التدرب على هذه المهنة فترات طويلة يبتدأ العامل التدرب عليها عادة منذ الطفولة.
صناعة منتجــــــات الصـــدف

تعود صناعة منتجات الصدف في فلسطين إلى القرن السادس عشر الميلادي ، حيث أدخلها المبشرون المسيحيون إلى فلسطين على غرار الكثير من المهن والحرف الإيطالية التي إرتبطت بالطابع الديني لمدينة بيت لحم ، وتطورت هذه الحرفة في القرن الماضي ، حبث عرضت منتجات الصدف من قبل عائلات فلسطينية متعلمة في أمريكا في نيويورك عام “1895” .
مما لفت الأنظار في الخارج إلى أهمية هذه المنتجات ، واستمرار هذه الحرفة في التطور في القرن الحالي بسبب إزدياد عدد السياح والحجاج فترة الإنتداب البريطاني أو في الفترة التي طبقت فيها القوانين الأردنية . أعفيت هذه المنتجات من الضرائب ، إلا أن الإحتلال الإسرائيلي بعد عام "1967"، عاد إلى فرض الكثير من القيود على هذه الصناعات وأهمها : إرتفاع قيمة الرسوم والضرائب ، مما إضطر العديد من المشاغل على الإعتزاف أو الإنتقال إلى الأردن .

تعتبر عملية " التخريم " إحدى أهم مميزات هذه الصناعة حيث تتم بواسطة أداة يدوية ودقيقة جداً وتتطلب جهداً وأناة ، لتأخذ النقطة الصدفية فنياً متكاملاً . تستورد المادة الخام الرئيسية في صناعة الصدف من المكسيك أو شرق آسيا ، وتجري عليها عمليات عديدة لتجهيزها بشكل يجعلها قابلة للتشكيل.
الخيــــزران

أدخلت مهنة الخيزران إلى فلسطين خلال فترة الإنتداب البريطاني بين عامي 1920-1948 حيث تم التدريب عليها في مدرسة الأيتام في كل من يافا والقدس ، وبعد عام 1948 وفي ظل الإحتلال الإسرائيلي إتسع نطاقها حيث تعهدت وكالة تشغيل اللاجئين بإقامة دورات تعليمية في هذه المهنة لضعيفي البصر .

دخلت هذه المهنة مدينة غزة عام 1952 على يد أحد أصحابها الذين كانوا يقيمون سابقا بمدينة يافا ، والذين هاجروا إلى مدينة غزة بعد الإحتلال الإسرائيلي عام 1948 ومازالت مدينة غزة تعتبر المركز الأساسي لهذه الحرفة كما أنها مازالت تحافظ على تقاليد صناعة البدائية باستثناء إدخال المكابس الحديثة .في العمليات النهائية للإنتاج .
القشيـــــــــــــات

تعتبر منطقة وسط الضفة الغربية ،الموقع الأساسي الذي ترتكز فيه صناعة القشيات في فلسطين وهي صناعة يتوارثها الأبناء عن الآباء، تستخدم هذه الصناعة مادة خام محلية تعتمد على جذوع النخيل في منطقة الأغوار .

يصنع من القش أشكال مختلفة , تعتبر حتى يومنا هذا ضمن الإستخدامات المنزلية العصرية (الصواني السلال ) كما وتتمتع بحس ولون جمالي عالي . تقوم على هذه الصناعة في الأساس نساء في المنازل تساعدهن على التسويق جمعيات مختلفة محلية .