هل هي ظلال النكبة تمر علينا صامتة تجر معها أحزان السنين وآهات الغياب ؟
أم أنها ذكرى تسكن فينا وجعا لا يهدأ ونحيبا لا يموت ؟!
هل نسمع من بين عويلها صهيلا ونلمح على تراب الخيام حوافر لخيول مجد قادم ؟!
من أين نبدأ ؟ وكيف نلم شعث قصائد احترقت شوقا إلى الوطن؟!
نزيف الأيام يسأل عن تشريد لم يرى إلا خناجر تطعن في فؤاد المآقي ، أو أياد تحفر في صدور الحالمين قبورا أو مكانا لأوتاد الخيام ؟!
شعراء في ذاكرة الوطن ..أو وطن في ذاكرة الشعراء.... تتبادل الكلمات أماكنها في العبارات لكنها تظل تحمل في مضمونها صورا شعرية متسلسلة ، عذبة ، موجعة ، مغرقة في الحنين ، مولعة بالاشتياق ، راسخة الجذور في الأرض رغم أن صاحبها قد اقتٌلع منها ، هي قصائد متشبثة بالديار ، متمسكة بالحلم ،قابضة على جمر العودة بلا تفريط بحق أو ركض خلف إغراء .
حنينٌ القوافي يرتسم على أطياف أبوابها زيتون وسيف ، وقبضة من تراب الأرض...
لطالما بكاها الشعراء ، ووقفوا عند أحزانها ، وأرقهم العيش وهم يرونها في أسر المغول الجدد ، اليوم سيكون من العسير أن نتوقف عند كل هؤلاء الشعراء ، لكن هذا الملف سيكون مفتوحا باستمرار لإضافة المزيد من القصائد من أجل ديوان " العودة " الذي أرى في هذا الملف نواة له ، وخطوة على طريق القدس قد بدأت بالفعل ...
أعتذر لكل من لم أذكرهم من أولئك الذين عاش الوطن في وجدانهم شمسا لا تغيب وروحا لا تحترق ، أعتذر لفلسطين الحبيبة التي لا أزال أكتب عن قصائدها بحبر أسود ، وهي التي رغم ليل الاحتلال تصنع بمداد المحبين الأحمر لون الشفق في صبح الانتصار القادم لا محالة...
" إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا "