fadya عضو مميز
عدد الرسائل : 366 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: هذه القصيدة كتبها شاب إلى والده في الليلة التي سيعدم فيها: الأربعاء مايو 14, 2008 4:10 pm | |
|
أبتـاه مـاذا قـد يخـط بنانـي *** والحبـل والجـلاد ينتظـران هذا الكتاب إليك مـن زنزانـة *** مقـرورة صخريـة الجـدران لـم تبـق إلا ليلـة أحيـا بهـا *** وأحـس أن ظلامهـا أكفانـي ستمر يا أبتاه لست أشك فـي *** هـذا وتحمـل بعدهـا جثمانـي الليل من حولي هدوء قاتل *** والذكريـات تمـور فـي وجدانـي ويهدني ألمي فأنشد راحتـي *** فـي بضـع آيـات مـن القـرآن والنفس بين جوانحي شفافـة *** دب الخشـوع بهـا فهـز كيانـي قد عشـت أؤمـن بالإلـه ولـم أذق *** إلا أخيـراً لـذة الإيمـان شكرا لهـم لا أريـد طعامهـم *** فليرفعـوه فلسـت بالجوعـان هذا الطعام المر ما صنعته لي *** أمي ولا وضعـوه فـوق خـوان كلا ولم يشهده يا أبتـي معـي *** اخـوان لـي جـاءاه يستبقـان مدوا إلي به يدا مصبوغـة *** بدمـي وهـذي غايـة الإحسـان! والصمت يقطعه رنين سلاسل *** عبثـت بهـن أصابـع السجـان مابيـن آونـة تمـر وأختهـا *** يرنـو إلـي بمقلتـي شيطـان من كوة بالباب يرقب صيده *** ويعود فـي أمـن إلـى الـدوران أنا لا أحس بأي حقـد نحـوه *** مـاذا جنـى فتمسـه أضغانـي هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *** لم يبد في ظمـأ إلـى العـدوان لكنـه إن نـام عنـي لحظـة *** ذاق العيـال مـرارة الحرمـان فلربما وهو المروع سحنة *** لـو كـان مثلـي شاعـرا لرثانـي أوعاد من يدري إلى أولاده *** يومـا وذكـر صورتـي لبكانـي وعلى الجدار الصلب نافذة بها *** معنى الحيـاة غليظـة القضبـان قد طالما شارفتها متأملا *** في الثائريـن علـى الأسـى اليقظـان فأرى وجوما كالضباب مصورا *** مافي قلوب الناس مـن غليـان نفس الشعور لدي الجميع وإن هم *** كتموا وكان الموت في إعلاني ويدور همس في الجوانح ما الذي *** بالثورة الحمقاء قد أغرانـي؟ أو لم يكن خيرا لنفس أن أرى *** مثل الجميع أسيـر فـي إذعـان ماضرني لو قد سكت وكلما *** غلب الأسى بالغـت فـي الكتمـان هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *** ماثار فـي جنبـي مـن نيـران وفؤادي الموار في نبضاته *** سيكـف فـي غـدة عـن الخفقـان والظلم باق لن يحطم قيـده *** موتـي ولـن يـودي بـه قربانـي ويسير ركب البغي ليس يضيره *** شاة إذا اجتثـت مـن القطعـان هذا حديث النفس حين تشق عن *** بشريتـي وتمـور بعـد ثـوان وتقول لي إن الحياة لغايـة *** اسمـى مـن التصفيـق للطغيـان أنافسك الحرى وإن هي أخمدت *** ستظـل تغمـر أفقهـم بدخـان وقروح جسمك وهو تحت سياطهم *** قسمات صبح يتقيـه الجانـي دمع السجين هنـاك فـي أغلالـه *** ودم الشهيـد هنـا سيلتقيـان حتى إذا ما أفعمت بهما الربا *** لـم يبـق غيـر تمـر الفيضـان ومن العواصف مايكون هبوبها *** بعـد الهـدوء وراحـة الربـان إن احتدام النار في جوف الثرى *** أمـر يثيـر حفيظـة البركـان وتتابع القطـرات ينـزل بعـده *** سيـل يليـه تدفـق الطوفـان فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا *** اقوى مـن الجبـروت والسلطـان أن لست أدري هل ستذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان؟ أو أننـي سأكـون فـي تاريخنـا *** متآمـرا أو هـادم الأوثـان كل الذي أدريه أن تجرعي *** كـأس المذلـة ليـس فـي إمكانـي لو لم أكن في ثورتي متطلبـا *** غيـر الضيـاء لأمتـي لكفانـي أهوى الحياة كريمة لا قيد لا *** إرهـاب لا استخفـاف بالإنسـان فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي *** يغلي دم الأحرار فـي شريانـي أبتاه إن طلع الصباح على الدنى *** وأضاء نور الشمس كل مكـان واستقبل العصفور بين غصونه *** يوما جديـدا مشـرق الألـوان وسمعت أنغام التفاؤل ثـرة *** تجـري علـى فـم بائـع الألبـان وأتى يدق كمـا تعـود بابنـا *** سيـدق بـاب السجـن جـلادان وأكون بعد هنية متأرجحا *** فـي الحبـل مشـدودا إلـى العيـدان ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربـوع يـدان نسجوه في بلد يشع حضارة *** وتضـاء منـه مشاعـل العرفـان أوهكذا زعموا وجيء به إلى *** بلدي الجريح علـى يـد الأعـوان أنا لا أريدك أن تعيش محطمـا *** فـي زحمـة الألام والأشجـان انا ابنك المصفود في أغلاله *** قد قلتها لي عـن هـوى الأوطـان وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابا ضاع في الريعـان وتكتم الحسرات فـي أعماقهـا *** ألمـا تواريـه عـن الجيـران فاطلب إليها الصفح عني إنني *** لا أبتغي منهـا سـوى الغفـران مازال في سمعي رنين حديثها *** ومقالهـا فـي رحمـة وحنـان أبني: إني قد غوت عليلة *** لم يبـق لـي جلـد علـى الأحـزان فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن *** بنت الحلال ودعك من عصيانـي كانـت لهـا أمنيـة ريانـة *** ياحسـن أمـال لـهـا وأمــان غزلت خيوط السعد مخضلا ولم *** يكن انتقاض الغزل في الحسبان والآن لا أدري بأي جوانـح *** ستبيـت بعـدي أم بـأي جنـان هذا الذي سطرته لك يا أبي *** بعض الـذي يجـري بفكـر عـان لكن إذا انتصر الضياء ومزقت *** بيد الجموع شريعـة القرصـان فلسوف يذكرني ويكبر همتي *** من كان في بلدي حليـف هـوان
| |
|
هاني عمرو مشرف على منتدى
عدد الرسائل : 109 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: رد: هذه القصيدة كتبها شاب إلى والده في الليلة التي سيعدم فيها: الأربعاء مايو 14, 2008 11:18 pm | |
| | |
|
قيثارة الأحزان المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 328 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 02/04/2008
| موضوع: رد: هذه القصيدة كتبها شاب إلى والده في الليلة التي سيعدم فيها: الخميس مايو 15, 2008 8:50 am | |
| مشكووووووووور ة اختي في الله
| |
|