إنما الخمْرُ حرام ٌ
و لهذا ....
إتخذت ُ النوم َ خمرا ً
و مَلاذا ً ..
مُوَليَا ً للكون ِ ظهري
حاملا ً حزني و قهري
هامسا ً - دون التفات –
للمُنَادينَ " لمَاذا " ؟ :
" إنني اخترت ُ غيابي ..!
أيُّ جَدوىً منْ بَقائي
واعيا ً مثل َ السَّراب ِ
في زمان ِ اللؤم ِ ِهذا" ؟
*****
ليس جُبنا ً أو هُرُوبا ً
هُوَ " نوم ٌ " ليس إلا ..
فأنا لسْت ُ جَبَانا ً
حَاشا لله ِ... و كلا..!
أنا صوت ٌ قي مغارة
كلُُّ ما فيها غُبَارٌ
كل ُ مَن فيها ...حَيَارى
و كل ُّ ما في الأمر ِ أني
ضِقت ُ ذرعا ً بالتمني
و مَللت ُ الصَّبر َ
في هذي المغارة
بين جُدران ٍ و سقف ٍ
و نشامَى و غَيَارى
و جَنرَالات ِ مَقاه ٍ
جَيشهمْ في كلِّ حَارة !
و هُراء ٍ و خُرَافة
و مَوَاخير ِ صَحَافة
تعْبُدُ الشيطانَ ليلا ً
و تقاضيهِ نهارا ..!
و أغان ٍ وَطنية
ترْسُم ُ الذلّ أبيّا ً
و َ تَرُش ُّ الطِيْبَ دَوْمَا ً
فوق َ أكوام ِ القذارة ..!
يا لعَقلي ..كدْتُ أنسى
عندنا "رأسٌ كبيرة"
(لا غِنىً عن تلكَ حتى
في جحيم ٍ كالمغارة)
هو بَغل ٌ سَاد َ فينا
هَمُّه ُ أن يَمْتطيناَ
و به ِ ألقت ْ إلينا
صُدْفة ٌ– حتما ً – لعينة
و هوَ طفل ٌ بجَدَارة
يَحْسَبُ السُّلطَان َ لعْبَة
و هو نَغل ٌ و ابن ُ ........ !
و هو َ شيطان المغارة !
*************
و أنا ماذا أكون ..؟
غير صوت ٍ آخر ٍ
بَيْنَ أكوَام ِ الجنون ؟
أنا في كلِّ مكان ٍ
رغمَ أني في المغارة
حيث شاشة ُ التلفاز ِ
تشهدُ باجتهادي و جهادي
و احترافي للشطارة
و لها أبْدي استيائي
أو أعبّرُ عن رضائي
هكذا... ليلا ً ..نهارا :
"وقع اليوم انفجار ٌ
دكّ أطفالا ً صغارا"
ويح َ قلبي ..يا خسارة
"قتلَ الثوارُ عِلجا ً"
ألفُ مَرْحى للبشارة
"قتلَ الأشرارُ رمْزا ًً"
يا إلهي ... كيفَ ..كيفْ ؟
"وقعت بالأمس غارة"
آاااه ...يا ألفُ خسارة !
............................
............................
قائد ٌ أنا في المغارة
حيث أرسلُ من مكاني
لعنات ٍ للغزاة
و أجُود ُ على الضحايا
بنياشين ِ الجَدارة ..
مُناضل ٌ أنا في المغارة
حيث أنسُج ُ كلَّ يَوم ٍ
من تفاهاتي شِعارا
فأنا اليوم يمين ٌ
- بعد َ أن كنت ُ يسارا -
و غدا ً أسلك دربا ً
آخرا ً .. حَسْبَ الإشارة !
ثائر ٌٌ أنا في المغارة
حيث أشربُ كلّ يوم ٍ
نَخْبَ أطفال ِ الحجارة !
و أغني بحرارة :
"أنا بَكرَه إسرائيلْ..
و المُصَالح و العَميلْ
و عصير الزنجبيل
و السفارة في العمارة" !
فارس ٌٌٌ أنا في المغارة
و َ جَوَادي هو عَجْزي
و هو تاجي و الإمَارة !
و وُجُودي كلُّ جُودي
و هو عُنوانُ صُمُودي
فأنا " سَبْع ُ المغارة" !
أرأيتم كيفَ نومي
لمْ يَعُد يا قومُ ...عَارا ؟
أرأيتم كيف َ نومي
فيه شيءٌ من "حَضَارَة" ..؟
في الختام ْ.....
أنا مَاض ٍ لأنام
فلكمْ مني جَميعا ً
كل ود ٍ و سلام
يا رفاقي في المغارة ..
آنَ لي أن أسْتقيلْ
أن أوَاريَ بَعْضَ عَقلي
في ثرَى النوم ِ الثقيلْ
أيقظوني – إن فعلتم ْ–
حينَ يَنقشع ُ الغبَارُ
عَنْ عَلامات ِ سَبيلْ
حينَ تسْكتُ شهْرَزادُ
و ينتهي "قال ٌ و قيل"
يَوْمَ نمْحُو منْ رَسَائلنا
جَميعا ً كلَّ سَطر ٍ
فيه ِ لفظة ُ " مُسْتحيلْ "
أيقظوني إن - فعلتم –
يَوْمَ يُعلَنُ في المَغارَة ِ
أنه ُ "حَانَ الرَّحيلْ "..! [center]