بيت لحم _ مؤسسة فلسطين للثقافة أثار هدم مسجد قديم في مدينة الخضر، جنوب القدس، النقاش حول أهمية الحفاظ على المعالم الدينية والأثرية الفلسطينية التي تكتسب أهمية خاصة. وتم هدم المسجد الأثري الذي يختلف المهتمون في تقدير عمره، لبناء مسجد أكبر وأوسع يخدم سكان مدينة الخضر، وخصوصا البلدة القديمة منها، وهو هدف سامٍ، ولكن يعتقد بعض الناس أنه لا يبرر هدم المسجد الأثري.
وأوقفت دائرة الآثار في بيت لحم، العمل في البناء الأسمنتي على أنقاض المسجد المهدم، وقال خالد البو مفتش آثار بيت لحم لمراسلنا "كان على القائمين على مشروع بناء المسجد الجديد مراجعتنا، لإيجاد الحلول المناسبة لبناء المسجد الجديد أو توسيع القديم مع الحفاظ على هذا الأثر التاريخي والديني الهام". واعتبر البو أن الجهل والغفلة وعدم المبالاة هي سبب هدم المسجد الأثرى القديم الذي يقدر عمره بأكثر من 700 عام، وعرض البو قطعاً فخارية أبان عنها هدم المسجد، تعود إلى العصور البيزنطية والإسلامية. وقدر الباحث طلحة درويش من مدينة الخضر عمر المسجد المهدم بنحو 200 عاما، قائلا كان يجب قبل هدمه العودة إلى البلدية، حيث يوجد مهندس مختص، وكان بالإمكان إيجاد حلول معقولة ترضي جميع الأطراف.
وبرر القائمون على بناء المسجد الجديد هدم المسجد القديم، بحرصهم على توفير مساحة أوسع لأعداد المصلين المتزايد. ويقع المسجد في البلدة القديمة من الخضر، التي تقع على طريق القوافل التاريخي بين شمال وجنوب فلسطين.
ودعا البو المواطنين والمهتمين والمعنيين مراجعة دائرة الآثار قبل هدم أي مبنى قديم، حاثاً الجميع على تقدير الأهمية التاريخية والثقافية والدينية التي تكمن في المعالم الأثرية والتاريخية. وليس بعيدا عن المسجد، يقع مبنى قديم يطلق عليه (البوبرية) والذي استخدم كنزل وخان للقوافل المنطلقة من عسقلان على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة القدس وبالعكس. والمبنى رغم أهميته التاريخية إلا أنه في حالة مزرية، ومن المتوقع أن تعيد اتفاقية لترميم المبنى ألقه وتسلط الضوء على تاريخه غير المعروف للمجتمع المحلي. ووقع الاتفاقية، في 4 نيسان (ابريل) 2006، مركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم وبلدية الخضر وأصحاب العقار. وقالت الدكتورة خلود دعيبس، مدير مركز حفظ التراث الثقافي بأن مشروع ترميم مبنى (البوبرية) يأتي ضمن مجموعة من المشاريع التي يعمل المركز على تنفيذها في مواقع مختلفة في محافظة بيت لحم، بتمويل من وكالة التنمية السويدية (سيدا).
وأشارت دعيبس إلى آلية التعامل مع مشاريع الترميم، كونها تختلف عن آلية مشاريع البناء العادية، موضحة أن هناك عدة أسباب لاختيار مبنى البوبرية، من بينها ما يتمتع به من مزايا تاريخية ومعمارية، ولكونه آيل للسقوط ولوقوعه في قلب البلدة القديمة، الأمر الذي من شأنه أن يستفيد منه جمهور واسع من المواطنين الذين يسكنون في المنطقة. وقالت نهاية الجيوسي مسؤولة الإعلام في المركز، بان عمليات الترميم التي يشرف عليها المركز تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الرأي العام بأهمية التراث الثقافي، خصوصا عندما يلمسوا على أرض الواقع أن مشاريع الترميم تلبي حاجاتهم وأولوياتهم لضمان جدوى واستدامة هذه المشاريع.
|