ايمن جواعده مراقب عام
عدد الرسائل : 99 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: تابع الموضوع حقيقة الجهاد والقتال والارهاب ........ الإثنين مارس 17, 2008 8:28 pm | |
| حقيقة الارهاب إن المفهوم الغربي لمصطلح "الإرهاب"، والذي يعني استخدام العنف غير المشروع لترويع الآمنين ولإكراههم على قبول ما لا يريدون، وخصوصاً عندما يكون هذا الإرهاب تمارسه السلطة الحاكمة ضد المحكومين، أي إرهاب الدولة الذي يبث الرعب في نفوس المحكومين... إن هذا المفهوم الغربي للإرهاب هو أبعد ما يكون عن مفهوم المصطلح في لغتنا العربية وفي القرآن الكريم الذي هو كتاب العربية الأول وديوان شريعة الإسلام. بل إن الإسلام يبرئ سائر الديانات السماوية من أن يكون الإرهاب والعنف والإكراه والترويع للآمنين سبيل أي منها في الدعوة إلى شريعة أي دين من تلك الديانات. فمنهاج الدعوة إلى اليهودية في شريعة موسى عليه السلام هو "القول اللين"، وليس العنف أو الحرب والقتال والإرهاب: ﴿فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخْشَى﴾(طه: 42-47).
ولأن موسى عليه السلام لم يقم دولة ولم يقد جيشاً ولم يخض حرباً ولا قتالاً، وإنما ولد ونشأ وبعث في مصر، فلقد ظلت شريعته الحقيقية بريئة من أي إكراه أو عنف أو إرهاب.
وكذلك الحال مع النصرانية التي جاء بها عيسى بن مريم عليه السلام. فهي شريعة الصوفية المسالمة والسلام الصوفي التي بلغت في السلام والمسالمة حدوداً ومثلاً ربما عَزَّتْ على التطبيق في نطاق هذا العالم. ولذلك قال المسيح عليه السلام إن مملكته ليست في هذا العالم. فبراءة النصرانية -ومنهجها في الدعوة- من العنف والإكراه والإرهاب الذي يروّع الآمنين براءة لا تحتاج إلى كثير حديث.
وكذلك الحال مع منهاج الدعوة الإسلامية في الدعوة إلى الله، فلقد جاءت مؤكدة على المنهاج الإلهي في الدعوة إلى الإيمان الديني... منهاج الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، لأن هذا المنهاج هو الوحيد الذي يثمر إيماناً وتصديقاً قلبياً يبلغ مرتبة اليقين؛ بينما الإرهاب بمعنى ترويع الآمنين وإكراههم على ما لا يريدون هو سبيل النفاق الذي هو أشد سوء من الشرك الصراح والكفر البواح، وليس سبيل الإيمان بأي حال من الأحوال.
أمَّا أولئك الذين يستندون إلى ورود الإشارة في القرآن الكريم -بسورة الأنفال- إلى الإرهاب، فإن خطأهم القاتل -هذا إذا حسنت النوايا، وساء الفهم- هو في وقوفهم عند المصطلح مغفلين تميز مفهوم هذا المصطلح في القرآن الكريم واللغة العربية عن مضمونه الغربي الذي شاع ويشيع الآن في دوائر الفكر والثقافة والسياسة والإعلام. ولو أنهم فهموا سياق الآيات القرآنية التي ورد فيها هذه المصطلح -بسورة الأنفال- ثم جمعوا إلى آيات الأنفال كل الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح ومشتقاته بالقرآن الكريم، ثم فسروا هذه الآيات، وفقهوا هذا المصطلح وفق مضمونه العربي وسياقه القرآني، لمَا تطرق إلى ذهن أحد أن هناك أدنى علاقة بين الإسلام وبين الإرهاب، بمعنى ترويع الآمنين بالعنف والعدوان والإكراه.
إن آيات سورة الأنفال تتحدث عن المشركين الذين يقاتلون المسلمين، بفتنتهم في دينهم، وإخراجهم من ديارهم؛ وتخص بالحديث قوماً من هؤلاء المشركين المقاتلين احترفوا الخيانة للعهود، وأخذ المسلمين على غرة رغم ما بينهم من عهود للسلم والأمان. فتطلب هذه الآيات القرآنية من المسلمين أن يعدوا من العدة، ويتخذوا من القوة ما يرهب ويخيف -أي يردع- هؤلاء الذين مردوا على الخيانة ونقض العهود والغدر والعدوان ما يردعهم عن هذه الخيانة.
يخاطب الله رسوله في هذه الآيات فيقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال:58-63).
فمعنى الإرهاب هنا هو التخويف لردع الخونة والمخادعين والغادرين كي لا يغدروا بالمسلمين المعاهدين. وهو تخويف يوجب إعداد القوة الرادعة وليس تخويف العدوان والعنف والإكراه، أي أنه التخويف الذي ينفي العنف والإكراه والقتال. فهو كالعقوبة الرادعة؛ إعلانها يمنع ويردع عن الجريمة، ومن ثم يمنع تطبيقها. ولا علاقة لهذا الإرهاب بهذا المعنى بترويع الآمنين وإكراههم بالعنف والقتال والإكراه الذي هو معنى مصطلح الإرهاب في الفكر الغربي.
إن امتلاك الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في منتصف القرن العشرين للسلاح -الرادع- النووي والهيدروجيني، هو الذي أرهب وردع أمريكا وأخافها من العدوان الذري على السوفيت، فتحقق الأمن والأمان للعالم من هذه الكارثة النووية.
ويشهد على هذه الحقيقة المفاهيمية مع السياق الذي وردت به آيات سورة الأنفال معنى مصطلح الإرهاب في العربية لغة القرآن الكريم.
ونحن عندما نعود إلى "الراغب الأصفهاني" في كتاب "المفردات في غريب القرآن" نجد أن معنى الإرهاب في القرآن ولغته العربية هو على الضد من العنف الذي يروّع الآمنين ويرعبهم. فهو من "الرهبة" بمعنى المخافة مع "تحرّز واضطراب". وليس هناك عاقل يمكن أن يفسر المخافة والرهبة والخشية بالعنف الذي يروّع الآمنين ويرعبهم. وتشهد على ذلك كل الآيات القرآنية التي وردت فيها إشارات إلى هذا المصطلح وتصريفاته اللغوية.
فالرهبان هم الذين يبالغون في الخوف من الله وفي خشيته. والرهبانية هي المبالغة في الخشية من الله. وليس في أي من مضامين هذه المصطلحات القرآنية -يرهبون، فارهبون، تُرهبون، استرهبوهم، الرهْب، الرهبة، الرهبان، الرهبانية- ما يشير من قريب أو بعيد للمعنى الغربي للإرهاب، بمعنى العنف الذي يروّع الأبرياء والآمنين ويرعبهم.
إن إخراج الناس من ديارهم وأوطانهم وتحويلهم إلى لاجئين، هو عنف وإرهاب وترويع للأبرياء والآمنين. وإن نظرة على تاريخ العلاقات بين الغرب والشرق، لتضع أيدينا وأبصارنا وبصائرنا على قرون الغزو والعنف والقهر الثقافي والسياسي والديني والحضاري الذي مارسه الغرب ضد الشرق أغلب قرون ذلك التاريخ.
تلك هي حقيقة الجهاد والقتال والإرهاب في مصطلح العربية والقرآن والإسلام.
____________ * كاتب ومفكر إسلامي – مصر.
المصادر 1. مجمع اللغة العربية، (معجم ألفاظ القرآن الكريم) طبعة القاهرة سنة (1390هـ - 1970م). 2. د.محمد حميد الله الحيدر آبادي، محقق (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي، والخلافة الراشدة)، ص 16- 21، طبعة القاهرة سنة 1956م. 3. مجمع اللغة العربية، (معجم العلوم الاجتماعية) طبعة القاهرة، سنة 1975م. ____________ * كاتب ومفكر إسلامي - مصر | |
|
nys1984 مشرف على منتدى
عدد الرسائل : 18 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 07/03/2008
| موضوع: رد: تابع الموضوع حقيقة الجهاد والقتال والارهاب ........ السبت مارس 22, 2008 5:48 pm | |
| salam nice subject ayman thanks alot islam really is seen sooooo bad in europe and usa hope someday they will understand us mashkor kman marra | |
|
عمر ابسيس المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 92 العمر : 39 الموقع : https://dura.yoo7.com تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: رد: تابع الموضوع حقيقة الجهاد والقتال والارهاب ........ الثلاثاء مارس 25, 2008 9:01 pm | |
| كل التحية والتقدير موضوع جميل جدا مشكور ايمن | |
|
ايمن جواعده مراقب عام
عدد الرسائل : 99 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: تابع الموضوع حقيقة الجهاد والقتال والارهاب ........ الجمعة أبريل 04, 2008 8:41 am | |
| مشكورين اخواني على المرور الكريم تحياتي لكم | |
|
بكر جواعده مشرف على منتدى
عدد الرسائل : 69 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 07/03/2008
| موضوع: رد: تابع الموضوع حقيقة الجهاد والقتال والارهاب ........ الجمعة أبريل 25, 2008 2:42 am | |
| كل التحية والتقدير موضوع جميل جدا مشكور ايمن
| |
|